"قعدتي وسط الألوان خلتني أحبها، حتى بطاقتي مكتوب فيها "صبَّاغ فنّي".
"73 سنة في الشغلانة دي، وبحبها كإني كل يوم باشتغلها من أول وجديد .. وقتي وصحتي وتفكيري للشغل وده ماتغيرش ولا يوم".
"باشتري بودرة الألوان الطبيعية مش الصناعية، وبخلطها بالميَّة، وبحسب كمية الصبغة على حسب كمية الخيوط المطلوب مني صبغها وبابدأ أصبغ"
"صبغ الأقمشة والألياف عملية مرتبة وليها نظام بتمشي عليه، وكل ما المعايير بتتغير كل ما درجة اللون بتختلف".
"أنا عندي 15 سنة، سِبت المدرسة وجيت اشتغلت مع جدي من 3 سنين، وبالفلوس اللي بيديهالي بدخل جمعية، عشان أكوّن نفسي من دلوقتي".
"مهما وصل تطور المكن في المصانع برضه مش هيعرف يطلعه زي ما بنطلعه هنا"
"بحب اللون الأبيض، عندي 150 جلابية بيضا، و8 جلاليب بني وكحلي ومابلبسهمش، ومافيش لون مابحبهوش بس الأبيض يكسب قلبي".
لو حطيتي اسود مع ميَّة ساقعة هيطلع رمادي! عشان كده لازم تحطي ميَّة سخنة عشان يطلع لون اسود، لكن الألوان الفاتحة زي البمبى يلزمها ميَّة باردة"
"مواسير الغاز موجودة ومتوصلة بس قافلينها، السولار غالي، البنزين غالي، الغاز غالي، فـ بمشيها خشبة بخشبة زي اللي بيشيلوا ميت!"
"الخيوط اللي بنصبغها، بتبقى حرير أو قطن أو صوف، وكل نسيج وله طريقة ومراحل خاصة بيه".
"الألوان عمرها ما تضرك، والدليل أهو 74 سنة واقف ملط وحافي في الشغلانة، وعمرها ما ضرتني، والخطر الوحيد في الشغلانة دي هو إننا نبطل شغل".
ولادي عددهم 12 ( 8 بنات و4 صبيان)، وأحفادي اللي عدتهم لحد دلوقتي 40، بس تقريبًا هما أكتر من كده".
"وقت لما كنت بشتغل لمصلحة السجون، كنا بنعملهم لون كحلي، وكنا بنخسر فيه وولادي مابقوش راضيين، وأنا أقولهم ما دام اتفقت خلاص ماقدرش أرجع، بس اتفاجئت بيهم بيطلبوا مني لون تاني للظباط وبكمية كبيرة، وده غطى على الخسارة بكتير".
"بدعي ربنا يرزقني الصحة وأخلي المصبغة تكمل من بعدي وبعد بعدي كمان".
صور: يوم في أقدم مصبغة للخيوط في القاهرة