الجواز يعني قفص، حتى لو قفص دهبي هتبقى جواه عصفور، هيفضل قفص وسجن وقيد. طب ازاي فيه مكتب جواز اسمه "الزواج من أجل الحرية"؟ في الزمالك في شارع هادي، هتلاقي يافطة مكتوب عليها "الزواج من أجل الحرية: الدور التاني". طلعنا وقولنا نشوف إيه الحوار ده.

في الدور التاني لقينا باب مفتوح على آخره وظاهر من وراه ست قاعدة قدام مكتبها، بالظبط زي في المصالح الحكومية، أول ما دخلنا رفعت وشها الست العشرينية اللي قاعدة، مدام "منال"، وقالت إننا أول ناس تييجي لها المكتب عشان هي لسَّه فاتحاته من يومين بالعدد. بعد السلامات والمباركة، سألناها مكتب إيه ده بقى؟ اتلجلجت وقالت "مكتب بيسهلك الجواز من أجانب عشان تاخد الجنسية".

في الأوضة الوحيدة في الشقة، قابلنا أستاذ "عمرو ريكا"، الأربعيني صاحب الشنب الضحم والسيجارة اللي نصها خارج من بُقه، وبعد الترحيب المبالغ فيه وواجب الضايفة اللي نزل، سألنا بشكل مباشر وروتيني "مين فيكم اللي جاي يتجوز؟"

مش هبقى ببالغ لو قولت إن تلات أربع شغل الصحافة هيبوظ لو الصحفي قال إنه صحفي، عشان كده وعشان نوصل لحقيقة الموضوع، زميلي رفع إيده وقال لـ "عمرو" إنه هو اللي عايز يتجوز، بعد نظرة طويلة ومتفحصة من "عمرو" -شككتني في ميوله- قال لزميلي إن المطلوب 100 ألف جنيه، ولمح بسرعة نظرة الاستغراب في عينينا فـ كمِّل وقال: "حلال على الباسبور الملوِّن"، في إشارة للباسبور الأجنبي.

"عمرو" بيشتغل وسيط وبيوفق راسين في الحلال، على حسب نوعك وسنك وشكلك ومستوى تعليمك بيختار لك شريك حياة، أو مش شريك حياة أوي، هو يا دوبك وسيلة تدّيك باسبور غربي، وفي المقابل بياخد "عمرو" الـ 100 ألف. لمَّا سألناه عن المبلغ وحاولنا "نفاصل"، قال إن كل ما الواحد كان صغير وأحلى، كل ما سعره زاد.

عشان ماتوهش توهتنا، جمَّعنالك الخطوات اللي هتحتاجها في مكتب "الزواج من أجل الحرية":

1- هتقابل "عمرو" في المكتب وتتفقوا على السعر
2- هتقوله على تلات بلاد موافق إنك تعيش فيهم
3- اسمك هيدخل في database عشان تلاقي شريك حياتك اللي هيدور في الـ database دي على حد يتجوزه ويدفع له فلوس مقابل أخذ الجنسية
4- لو تم اختيارك، هتقابل شريك حياتك في مكالمة على Skype
5- لو تم الاتفاق، المفروض هتدفع المبلغ المتفق عليه لشريكك الأجنبي و15% للمكتب

"عمرو" شايف إن المكتب بيخدم أبناء الطبقة المتوسطة والعليا، عشان دول اللي هيقدروا يدفعوا تكاليف السفر في نظره، ولمَّا سألته ليه من الأساس هيسافروا لو ظروفهم المادية كويسة، قال "حتى لو معاهم فلوس هيسافروا عشان مش شايفين هنا مستقبل".

لمَّا سألنا "عمرو" عن رأيه الشخصي في الطريقة دي من الجواز، وهل شايفها حقيقية فعلًا وبتحقق الهدف الرئيسي من الجواز، قال إن الطريقة دي ماتفرقش حاجة عن جواز الصالونات، "على الأقل في الحالة دي المصري بيكسب حريته، إنما في جواز الصالونات ماحدش بيكسب حاجة". موضوع الجواز من أجانب عشان الجنسية مش جديد وشوفناه في أفلام عربي كتير، الفكرة بس إنه بقى رسمي وفيه مكتب بيعمل كده.

المكتب قريب هيبقى ليه صفحة على الفيسبوك تقدروا من خلالها تبعتوا أسئلتكم.