• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
ست في السعودية أخدت وسام الملك عبد العزيز علشان اتبرعت بنص كبدها لجوزها
الموضوع اللي فات
وزارة الصحة: مرتبات الدكاترة في شمال سيناء هتوصل لـ٢٥ ألف جنيه


من موظفين ميري لباشوات: تطور شكل ضباط الشرطة فى السينما المصرية

البلد ديه فيها حكومة

 مهنة ضابط الشرطة تعتبر من اكتر المهن اللي اتقدمت بشكل درامي فى السينما العالمية, ده بسبب عوامل كتير اهمها طبيعة المهنة الحيوية اللي كلها جري و تنطيط و ضرب نار, ده خلاه يصلح  يكون بطل فى افلام الاكشن و افلام الجريمة. على مدار عمر السينما المصرية اللي عدي المية سنة بشوية حلوين, ضباط  الشرطة, او الباشاوات زي ما بيتقال عليهم دلوقتي, كان ليهم ظهور قوي و واضح على الشاشات المصرية.الضباط فى السينما المصرية اتقدموا كابطال بس فى اوقات تانية اتقدموا اشرار اوكمعاديين لبطل العمل. طبيعية الشرطى فى مصر و قربه الشديد من القوي المسيطرة على الحكم خلت تقديمه يختلف من حقبة زمنية للتانية خصوصا مع التغييرات اللي دايما بتحصل للانظمة السياسية الحاكمة. 

"أنا رجل قانون و واجبي يحتم علي..."

فترة التلاتينات و الاربعينات كانت فترة هادئة سينمائيا, الانتاج كان كتير بس موضوعات الافلام هي اللي كانت هادية. الافلام كانت غنائية او رومانسية او دراما اجتماعية, ماكنش فيه مساحة كبيرة لتقديم شخصيات مركبة دراميا, الضابط كان بيظهر بشكل سطحي و نمطي, مجرد موظف بيعمل شغله. لكن مع قيام ثورة يوليو سنة 1952و دخول الدولة بشكل مباشر فى انتاج الافلام و اعتبار ده مشروع قومي, صناعة السينما فى مصر دخلت عصرها الذهبي لدرجة ان صناعة الافلام كانت تاني اكبر صناعة فى مصر بعد صناعة القطن. ده ادي ان فى نوعيات افلام جديدة تظهر على الشاشات زي افلام الاكشن اللي كان بيتقال عليها الافلام البوليسية, شخصية ضابط الشرطة بقت واحدة من اكتر الشخصيات وجودا على الشاشات, وطبعا كانوا بيظهروا بشكل ايجابي و بطولي.

 لسبب ما مش مفهوم تيمة الضابط المتخفي جوه عصابة و عامل نفسه واحد منهم علشان يقفشهم كانت مسيطرة على الافلام البوليسية فى الخمسينات و الستينات. التيمة ديه بدأت فى فيلم "ريا و سكينة" للمخرج "صلاح ابو سيف" و اللي لعب فيه "أنور وجدي" دور الضابط المتخفي "أحمد يسري" اللي بينجح انه يبقي ضمن عصابة "ريا و سكينة" و طبعا بيقبض عليهم فى النهاية. افلام زي "سمارة" و "الرقصة الاخيرة"  و "الرجل الثاني" و "جريمة فى الحي الهادي" قدمت نفس الشكل, ده حتي فى فيلم "ابن حميدو" اللي هو فيلم كوميدي خفيف كان فيه "إسماعيل يس" و "أحمد رمزي" بيلعبوا ادوار ضباط متخفيين. طبعا سلسلة افلام "اسماعيل يس" اللي دخل فيها كل فروع الشرطة تقريبا كانت ناجحة و بتحقق ايرادات كبيرة بمقاييس وقتها بس ديه كانت أفلام بتهدف للهلس و ليس إلا.

 شخصية ضابط الشرطة  لما يكون مش متخفي فى عصابة, كان بيظهر كشخص طيب ودود بيحط المواطنين فى عينيه, و الشبيهة بصورة الضابط فى الاربعينات. ابرز مثال سينمائي عليها كان  شخصيات ضباط الشرطة فى فيلم "حياة او موت" للمخرج "كمال الشيخ".  جهاز شرطة القاهرة بقيادة "حكمدار العاصمة" شخصيا, اللي لعب دوره بكاريزمته المعروفة يوسف وهبي, قلب البلد كلها علي بنت صغيرة علشان يمعنها انها توصل "سم قاتل" لابوها بالغلط. شخصيات الضباط كانوا غاية فى الجدية فى بحثهم عن البنت فى شوارع القاهرة بس كانوا محترمين جدا فى تعاملهم مع المواطنين اثناء بحثهم. الفيلم عليه شبهة الدعائية لقوة الدولة فى العهد الناصري, بس ده مايمنعش انه واحد من افضل الافلام اللي صورت شكل العيشة فى القاهرة فى فترة الخمسينات و افضل الافلام المصرية عموما.  

الرقابة المصرية وقتها ماكنتش بتسمح بتقديم نماذج سلبية لضباط شرطة الا فى اطار واحد بس و هو ان الضباط دول منتمين للعهد البائد و فى الخمسينات و الستينات العهد البائد هو العهد الملكي. النموذج ده هيتكرر بعد كده كتير و علي مدار كل الحقبات الزمنية و السياسية المختلفة, "ضباطنا دلوقتي كويسين بس ضباط العصر السياسي اللي قبلنا وحشين". رجالة "القلم السياسي", اللي هما امن دولة ايام الملك, كانوا من ابرز الاشرار فى سينما الخمسينات و الستينات. فدائي مصري بيتصدي للاحتلال الانجليزي و حكم الملك و"القلم السياسي" بيطاردوا و فى اخرالفيلم بتحصل ثورة يوليو المجيدة, حبكة اتكررت كتير و ظهر فيها "القلم السياسي" كمجموعة من الخونة قساة القلب, اهم الافلام ديه "فى بيتنا رجل" للمخرج هنري بركات و "غروب و شروق" لكمال الشيخ. افلام جيدة الصنع بس "بروباجاندا" صرف.

"يا فرج"

فكرة التخبيط فى العصر السياسي اللي فات استمرت و بقوة فى فترة السبعينات. فى الفترة ديه ظهرت موجة افلام اسمها افلام "مراكز القوي" و هي افلام كان كل همها اظهار مساوئ العهد الناصري و ابراز ديكتاتورية الحكم فيه. "القلم السياسي" بقي اسمه "مراكز القوي" و كان برضه بيعذب و يقتل المواطنين المعارضين للدولة. اول فيلم من النوعية ديه كان فيلم "الكرنك" للمخرج "علي بدرخان", الفيلم قدم شخصية "خالد صفوان" ضابط المخابرات اللي بيعتقل مجموعة من الطلبة الابرياء و بيعذبهم بقسوة لافتراضات وهمية انهم معارضين للناصرية, شخصية بتعتبر واحدة من اهم اشرار السينما المصرية. اذا كان "الكرنك" هو اول فيلم "مراكز القوي" فيلم "وراء الشمس" للمخرج "محمد راضي"  و فيلم "زائر الفجر" للمخرج "ممدوح شكري" هما الاجود فنيا. موضوع "مراكز القوي"  بوخ فى الاخر و ظهرت افلام ضعيفة زي "اتنين على الطريق" و "العرافة", موجة الافلام ديه انتهت مع اغتيال السادات و دخول مصر عصر سياسي جديد.

الثمانينات و ثلاث نماذج مهمة

"المكان كله محاصر" و "مافيش داعي للمقاومة" النموذج ده للضباط موجود من زمان فى السينما المصرية بس فى التمانينات كان ظاهر بزيادة خاصة مع اكتساح للافلام المقاولات اللي سطحت كل حاجة. ده ما يمنعش ان التمانينات ظهر فيها تلات نماذج للضباط بيعتبروا من اهم تلات نماذج لضباط الشرطة فى السينما المصرية. اولها نموذج الضابط "محمد فوزي" اللي لعب دوره "عزت العلايلي" فى فيلم "أهل القمة" للمخرج "علي بدرخان". الفيلم نفسه واجه مشكل كتيرة مع الرقابة لأنه انتقد حكم الرئيس "السادات" و هومازال فى الحكم, فيه كلام كتير اتقال ان "السادات" نفسه هو اللي شافه و اجاز عرضه بس طلب حذف مشهد بيظهر فيه ضابط بياخد رشوة صريحة, الكلام على عهدة "نور الشريف" بطل الفيلم اللي قال ده فى لقاء تلفيزيوني. الضابط فى الفيلم  ما ظهرش بشكل ضابط البوليس التقليدي اللي بيرفع حاجب و ينزل حاجب و بيقبض على الحرامية لكنه ظهر كموظف بسيط مش عارف يعول اسرته بسبب نزاهته. "محمد فوزي" بيرفض ياخد رشوة بس فى الاخر مابيقدرش يمنع بنت اخته من الجواز من "زعتر" النشال اللي بقي رجل اعمال بسبب سياسة الانفتاح الاقتصادية اللي عملها "السادات".

 نموذج الثمانينات التاني هو نموذج الضابط "شركس" فى فيلم "البرئ"  للمخرج عاطف الطيب. "شركس" ضابط سادي النزعة بيعذب المعتقلين السياسيين نفسيا و جسديا. المفارقة بقي ان "شركس" ماكنش ضابط فى نظام بائد لكنه كان ضابط فى النظام الحاكم وقتها وهو نظام "حسني مبارك". دور "شركس" اللي لعبه ببراعة "محمود عبد العزيز" بيعتبر اول نقد صريح للضباط فى سلطة حاكمة مش سابقة. فيلم "زوجة رجل مهم" للمخرج "عاطف الطيب" من اكتر الافلام اللي قدمت شخصية الضابط بشكل انساني, الفيلم ناقش التركيبة النفسية للضباط و تأثير السلطة المطلقة السلبي عليهم خاصة لما السلطة ديه بتروح بسبب تغيير فى سياسة الدولة. العقيد "هشام أبو الوفا" بستغني الدولة عن خدماته بشكل مفاجئ و بيلاقي نفسه واحد من العوام و ده بيدفعه واحدة واحدة للجنون, اداء متميز و صادق "لأحمد زكي" لواحد من "أهم" ضباط السينما المصرية و اكثرهم تعقيدا.

"الحكومة مالهاش دراع...."

الانتاج السينمائي فى التسعينات كان ضعيف, السينما كانت بتعمل ست سبع افلام فى السنة منهم فيلم واحد كويس, لكن باشاوات السينما ما فارقش معاهم الكلام ده, و ظهر كام ضابط سينمائي ليه اثر فى السينما المصرية. حسين فهمي فى "اللعب مع الكبار" للمخرج "شريف عرفة" مثلا بيعتبر اكتر ضابط امن دولة او ضابط عموما "كيوت" فى تاريخ السينما, فى الواقع ضابط بالرقة ديه ماكنش هيكمل فى الداخلية خمس دقايق. التسعينات شهدت اول تجسيد سينمائي لشخصية وزير الداخلية فى فيلم "الإرهاب و الكباب" للمخرج "شريف عرفة" برضه, الوزير كان صبور و باله طويل و روق على مجموعة المواطنين المحتجين فى المجمع بكباب و كفتة, بس لما الموضوع وسع منهم و طالبوا بتغيير الحكومة قفش عليهم و قالهم "ان للصبر حدود" و جملة الفيلم الشهيرة "الحكومة مالهاش دراع علشان تتلوي منه". فيلم "الباشا" للمخرج "طارق العريان" من الافلام المهمة لدراسة شخصية الضابط فى السينما مش لجودة الفيلم الفنية و لا لتركيبة شخصياته, هو فيلم تجاري جيد و تميز بتقديم مشاهد للحياة الليلية فى القاهرة فى التسعينات, لكن لابرازه لواقع ان الضابط بقي بيتسمي "باشا", ده فيه توثيق أن فترة التسعينات و بالتحديد حكم "حسني مبارك" شهد النفوذ الاعلي لضباط الشرطة فى تاريخ مصر الحديث.

"أبو دبورة" و ظاهرة غريبة

 هيبقي "يحيي ابو دبورة" هو الضابط الأقوي دراميا فى تاريخ السينما المصرية ككل, فى تحفة "داوود عبد السيد" السينمائية "أرض الخوف" الضابط يحيي ضابط متخفي كتاجر مخدرات بينغمس اكتر من لازم فى الدور اللي بيأديه, فيلم تخطي حبكة الضابط المتخفي المكررة و طرح اسئلة فلسفية عن فقدان الهوية و اختلاط الحقيقة بالوهم.

فى نهاية 2007 و بداية 2008 بالتحديد موسم اجازة نص السنة اللي كان سنتها لازق فى عيد الأضحي حصلت ظاهرة غريبة, السينمات كان بيتعرض فيها اربع افلام بتقدم نماذج لضباط و رجال قانون فاسدين, الافلام هي "حين ميسرة" و "هي فوضي؟" و "الجزيرة" و "خارج على القانون" . الظاهرة ماكنتش فى طرح المجرمين كابطال و الضباط كاشرار لكنها كانت فى المشاعر السلبية الواضحة للجماهير تجاه شخصيات الضباط. فى فيلم "الجزيرة" تاجر المخدرات "منصور الحفني" بيعذب الضابط "رشدي" و الضابط بيصرخ من الآلم, "عادل حشيشة" البلطجي بيرفع السلاح على ضابط المباحث "علاء" و الضابط بينزل على ركبته و بيترجاه مايقتلوش, جمهور السينما ضج بالتصقيف فى المشهدان دول, ديه حاجة انا شهدت عليه بنفسي. ده كان مؤشر ان العلاقة بين المواطنين و الضباط وصلت لمرحلة خطيرة و تفسير للي حصل فى مصر بعديها بتلات سنين.

"باشا مصر"

الجمهور اللي صقف لما الضابط "رشدي" اتعذب فى "الجزيرة" فيه منه صقف لما نفس الضابط قال جملة "الداخلية مش خدامين حد" فى "الجزيرة 2: الاحتلال" بعديها بسبع سنين. صحيح اللي صقفوا فى 2007 كانوا اكتر بس اللي حصل فى سينمات 2014 ده انعكاس لارتفاع اسهم رجال الشرطة و عودة شعبيتهم فى الفترة الحالية. البعض شاف ان المواطنين كانوا قاسيين على الضباط بعد احداث 25 يناير وكتير من الناس رجعوا يتعاطفوا مع الشرطة خصوصا بعد بدأ "الحرب على الإرهاب". ضباط مكافحة الإرهاب كانوا هما ابطال الشاشة الصغيرة و الكبيرة فى 2017. مسلسل "كلبش" للمخرج "بيتر ميمي" حقق اعلى نسبة مشاهدة على اليوتيوب و شنب "أمير كرارة" حقق اعلي مبيعات عند الحلاقين, فيلم "الخلية" للمخرج "طارق العريان" حقق اعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية, الفيلمان قدموا نموذج متطابق تقريبا للضباط: ضابط اعصابه فايرة و بيفشخ الإرهابيين.

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home